طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (٢ : ١٥) (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ، وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (٧ : ١٨٣).
ثم وأخيرا أن يطبع على قلوبهم جزاء في الاولى بما كانوا يعملون : (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (٤ : ١٥٥) (كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ) (١٠ : ٧٤) (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ) (٧ : ١٠١) (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (٤٠ : ٣٥).
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) (٦٣ : ٣) (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ) (٤٥ : ٢٣).
وهكذا نرى أنّ الإضلال من الله لا يعني الدفع الى الضلال ، ولا سيما للمهتدين والحائرين ، وانما ترك وإهمال وامهال للضالين فيزدادوا ضلالا على ضلال (وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).
ثم الإفعال كما تاتي لنقل الفعل من لازم الى متعد ، كذلك تاتي لمجرد الوجدان (١) ف (أَضَلَّ اللهُ) قد تعني : وجده الله ضالا ، ثم ولم يهده فاستمر على ضلاله!
كما ونسب الإضلال الى نفسه بما هدى فلم يهتدوا وزادوا ضلالا : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) فدعاء الحق تزيد المبطل ضلالا بما يدفعه لتكذيبه وحرابه : (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً).
__________________
(١). كما يقال : سألناكم فما ابخلناكم : فما وجدناكم بخلاء ـ أتيت ارض فلان فأعمرتها : وجدتها عامرة.