يحسبونهم علماء! (١).
والقرآن جملة وتفصيلا دليل على براءته من زيادة او نقصان ، فما هي هذه الزيادة التي اختلطت بآي القرآن وما تميزت حتى الآن عند الخبراء باللسان ، ونرى كلام الرسول وعلي (عليهما السلام) ـ وهما أبلغ البلغاء ـ لا يخلطان بالقرآن ، إلا وهو لائح حتى عند السوقيين العرب وغيرهم.
وكيف يجرأ أحد ان ينال من القرآن بزيادة او نقصان حتى في حرف منه او إعراب وقد ضمن الله حفظه : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (١٥ : ٩) .. وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (٤١ : ٤٢).
ان مدعي التحريف انما يهرف بما لا يعرف جهلا ، او ما يعرف تجاهلا ، ولا نجد لهم حجة إلّا عليهم ، وسوف يمرّ عليكم قول فصل حول صيانة القرآن عن التحريف على ضوء آية الحفظ والعزة واضرابهما والله من وراء القصد.
٤ ـ ومما تشهد عليه ادلة العرض ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة من آل الرسول (عليهم السلام) لا يفسرون القرآن إلا بحجة الدلالات القرآنية ، دون خلاف على معاني اللغات او سرد الجملات ادبيا ام ماذا؟ وانما القرآن والقرآن فقط هو حجتهم على ما يقولون ، وكما كانوا يأمرون أصحابهم ان يتساءلوهم فيما يفتون ، اين ذلك من كتاب الله؟ حتى يروضوا في حياتهم العلمية على دلالات القرآن ، دون أن تأخذهم الآراء والأهواء ايادي سبا!.
__________________
(١) لقد جمع الميرزا حسين النوري في فصل خطابه ستة عشر موضعا ـ بعد كدّ مديد ـ مما يحتج به على وجود التحريف بالنقيصة ، أكثرها تنحو نحو حذف اسم الامام علي (عليه السلام) وهو هو المحذوف لم يشر ابدا الى هذا الحذف! المظلوم اليتيم!.