ثم وأصالة الاشتراك : «لكم جميعا» فخلق الله ليس لناس خصوص او اشخاص خصوص ، وانما «لكم جميعا» أن تنتفعوا مما في الأرض جميعا.
فكما الله إله الناس جميعا دون اختصاص بناس دون ناس كذلك ، رزقه هو لهم جميعا دون اختصاص ، إلّا ان يختصوا بما يقدّمون من أفكار وأعمال ، فلهم ما لهم بما قدموا دونما اشتراك ، ولهم ما للجميع ما لم يقدموا دونما اختصاص.
إذا فالأرض بمائها وهواءها وكلاءها ومعادنها وغاباتها ، بما فيها وما عليها وما إليها ، هي جميعا للناس جميعا ، لا يحق لأحد ان يختص بنفسه منها شيئا إلّا ما عمل وكدح : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ).
والإقتصاد الإسلامي اختصاصي في وجهات الأعمال بحصائلها ، واشتراكي في خلق الله كخلق الله ، رفضا ليمينية الإختصاص الظالم في كلّ شيء ، ويسارية الاشتراك الغاشم في كل شيء ، وإنما : اختصاص عادل واشتراك عادل ، دون الكلمات والعبارات والدعايات البراقة ، الجوفاء الخواء من الحقيقة ، وإنما هو الحق كلّه والحقيقة كلّها.
ولأن جميع ما في الأرض مخلوق لنا فلنا أن ننتفع منها باستخدام العلم والعمل ، كدحا في سبيل الانتفاع مما هبانا الله ، ولنعبد الله على منّه وإحسانه ، ولماذا يسبقنا من لا يعرفون الله أو يكذبونه ، ثم نحن المسلمين نعيش على هوامشهم ونحسب أننا نحسن صنعا! ..
وفي الحقل الفقهي لا نفهم من «لكم» هنا كما في غيرها إلّا حلية الانتفاع مما في الأرض ، دون ملكية لعين الأرض والأرضيات ، فإنها ليست من سعي الإنسان ولا يملك الإنسان ـ أيا كان ـ إلا ما سعى : (وَأَنْ لَيْسَ