فهنا الإشارة : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) كتصريحه أن خلق الأرض بما فيها هو قبل تسبيع السماء ، وكانت السماء وقتئذ سماء ، أمع الأرض ام قبلها؟ هنا لا ندري ، وتجد التفصيل الأصيل في «فصلت» كما فصلناه على ضوء الآيات الثلاث(١).
ف (ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) هنا هي رواسيها وبركاتها وأقواتها ثم من بعد ذلك سوّى السماء سبعا وهي دخان لم تسوّ بعد سماء ولا سماوات فللسماء مراحل ثلاث : ١ ـ الدخان ـ ٢ ـ السماء مبنية واحدة ٣ ـ السماوات السبع.
واللائح من آية البقرة والآيات من فصلت أن الأرض خلقت برواسيها وأقواتها قبل خلق السماء سبعا ، وإذ كانت دخانا : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ ... فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ).
وآيات النازعات تؤخر إخراج ماء الأرض ومرعاها وإرساء جبالها ـ بدحرها ـ تؤخرها عن بناء السماء ، ولأن خلق الأرض ببركاتها وأقواتها كان قبل تسبيع السماء ، فلا يعني بناء السماء في النازعات ـ قطعا ـ تسبيعها ، فانما تطوير غازها الى سماء واحدة هو أقل تقدير لبناءها : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها. رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها. وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها. وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها. أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها. وَالْجِبالَ أَرْساها. مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) (٧٩ : ٣٣).
بناها من أصلها الثاني «الدخان» المنبثق من المادة الأمّ «ماء» (٢)
__________________
(١) (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ ...).
(٢) ياتي تفصيل البحث عن «ماء» المادة الام في آيتها في سورة هود.