٣ ـ ما هي الشجرة المنهية؟
لا نجد لها اسما في آياتها الثلاث ، اللهم إلّا سمات وآثارا ، وهي هي المقصودة في كتاب الهداية دون الأسماء ، إذ لا جدوى فيها إلّا تعريف المسميات ، وعلّ القصد من الشجرة المنهية ليس شجرة واحدة مما نعرفها ، وإنما جنس ما يتشجر تحريضا للشهوات والتشاجرات ، فليس لها ـ اذن ـ اسم خاص ولا مسمى خاص ، وانما كلما يؤثر ذوقه وتناوله هذه الآثار : الخروج من حياة الجنة الى حياة الشقاء والعناء ، حياة الجوع والعرى والظمأ ، والضحى وظهور السوءات ، وهي في صيغة اخرى : نسيان عهد الله والإعراض عن ذكر الله : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ... وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) كما في الآيات من طه ، فضنك المعيشة وشقائها ، والهبوط من حياة الجنة الى ارض التجربة والبلاء ، كل ذلك من مخلفات ذوق هذه الشجرة ، التي تشجّر الحياة فتعملها فوضى ، وتتشجر عنها الحياة الظالمة المظلمة فتخلّف عيشة ضنكا!.
هذه هي الشجرة المنهية بسماتها دون أن نعرف اسمها او أسمائها حيث لا جدوى فيها إلّا سماتها ، مهما تشجرت الآراء في اسمها ، بين هابطة خابطة كالتي تسربت في توراة موسى : شجرة المعرفة! وبين ما لا طائل تحتها او لا صلة بها وآثارها ، او لا دليل لها من علم او أثارة من علم (١).
__________________
(١) انها بين ستة عشر قولا : شجرة الكرم ، النخلة ، التين ، الحنطة ، السنبلة ، الكافور ، الأترج ، الحنظل ، المحبة ، الطبيعة ، الهوى. العلم بالخير والشر ، الخلد ،