عن غرور الشيطان ، واكلأ معا منها ، فهما في هذا المسرح على سواء ولماذا يختص آدم بالحظر عن عقبات هذا العصيان ، وهما معا منهيان : (وَلا تَقْرَبا) ، كذلك وظالمان عند العصيان (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) فهل يا ترى إن الظلم العصيان منهما يخص بخلفياته ـ فقط ـ آدم دون زوجه و (لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى).
أقول : هما متشاركان في الظلم والعصيان والخروج مما كانا فيه والهبوط عن الجنة : (فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا ..) ولكنما العبّء في الحياة الأرضية وشقاءها وجوعها وعراها وظمأها وضحاها ، انها كلها تتوارد على الذكران قبل الأناث وأكثر ، حيث هن يعشن على هامش أتعابهم ، فعليهم مطاردة هذه الشقاء وحمل هذه الأعباء لا لأنفسهم فحسب ، وإنما لأزواجهم وأمهاتهم وبناتهم ايضا كما يتحملون لأنفسهم ، بل وقد يفضلونهن عليهم حيث (جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (٣٠ : ٢١) و (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ).
ففي الحياة الأرضية للرجال ضعف وأضعاف ما للنساء من أعباء وشقاء.
٧ ـ ولماذا (فَتَلَقَّى آدَمُ ... فَتابَ عَلَيْهِ) دون «تلقيا .. فتاب عليهما» وهما معا عاصيان تائبان (قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا)؟
ذلك لأن آدم هو الأصل وهي الفرع ، طوي عن ذكرها هنا حيث التلقّي وحي وهي محرومة عنه ، وإنما تتلقى منه بعد ما تلقى ، ثم هي التائبة على هامشه ، وكما أن عبء الحياة الدنيا عليه دونها «فتشقى».!
٨ ـ كيف التلاؤم في (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) بين «إن» الشرطية الدالة على الشك والترديد ، وبين «نّ» التأكيد التي تؤكد مدخولها؟
في الحق ان «إن» لا تعني بنفسها ترديدا ، وانما شرطا يلائمه كما