أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (١٤ : ٦).
وما النجاة من فرعون إلّا نعمة سلبية تعبّد الطريق لظهور الرسالة الإلهية التي هي النعمة القمة!
أم هي هي الرسالة المتوطّدة فيهم منذ إسرائيل إلى عيسى (عليهما السلام) وهو آخر أنبياء بني إسرائيل ، طيّات قرون رسالية مشرقة تترى ، تتوسطها شريعة التورات ، مبتدءة بجذورها من إسرائيل ، ومتكملة بموسى (عليه السلام) ومهيمنة بكتابات هامشية للتورات من الرسل الإسرائيليين إلى المسيح (عليه السلام) حيث الإنجيل دعوة توراتية في شريعة الناموس ، مهما تضمت توجيهات أخلاقية تربو على التوراة؟ : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) (٥ : ٢٢)؟.
لا نجد نعمة لهم أنعم من هذه النعمة القمة : الجمع بين النبوة والملك ، نعمة واحدة في اتجاهها ، متعددة في بنودها وحدودها ، حيث تنحو منحى تحقيق الرسالة وتطبيقها.
وترى إنها تختلف عن تفضيلهم على العالمين إذ قرنت بها وعطفت هي عليها؟ ولا تفضيل فضيلا إلّا على ضوء فضيلة الرسالة الإلهية!
أقول : إن تفضيلهم على العالمين نعمة تعم الرسالة والملوكية ، وانهم أوتوا ما لم يؤت أحد من العالمين ، وما سواها من نعم في سلبية النقم وايجابية الرحمات التي عبّدت الطريق للرسالة الإسرائيلية.
فهذه نعم لتعددها ، وهي نعمة لوحدة جذورها واتجاهاتها ، ولا نجد امة منذ آدم حتى المسيح جمعت لها ما جمعت لبني إسرائيل من نعمة ، وهم