فحيّا الى القرآن ، علم الله النازل ، كتاب الزمن ، الوحي الأخير الذي يجمع مجامع الوحي في تاريخ الرسالات وزيادات.
ولسوف ترون لو ان القرآن دخل في الميدان في حوزاتنا العلمية كركيزة متينة أصيلة ، ومن جراءها دخل المجتمع الانساني ، لشملت علومه ومعارفه العالم ، وحلّقت على كافة العقول وفي كافة الحقول : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٢٩ : ٥١).
ولا يعني الحديث عن الامام المهدي (عليه السلام): ياتي بكتاب جديد ... إلا أن اهل القرآن قبله تركوه ورائهم ظهريا فنسوا او تناسوا معارفه واحكامه ، ولقد جرّبت مرارا هذه التجربة المرة في بعض الحوزات العلمية انني لما استشهد بآية قرآنية في مسألة خلافية فقهية ام سواها ، تقوم قيامتهم عليّ ، وبأي حديث تستدل ، واي قائل من العلماء يصدقك ، لا تكفي الآية بمفردها ..! في حين يستندون ـ أحيانا ـ بأحاديث أحاد لا توافق القرآن ، ام الى فتاوى لا شاهد لها من كتاب او سنة.
فهل ان حوزة كهذه اسلامية وقرآنية بعد :؟! (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ)؟!.
وهكذا ابتلي جمع من إخواننا السنة أنهم يفتون بما في مسانيدهم دون رعاية للعرض على القرآن ، وهذا الذي كان يزعج جمعا منهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، إذا أنا أقول قال الله وهم يقولون : قال فلان وفلان ، وانهم يفضلون صحيح البخاري ـ عمليا ـ على كتاب الله ، وقليل هؤلاء الذين يعتمدون على القرآن ، رفضا لما لا يلائم القرآن ، من شيعة او سنة ، وكثير هؤلاء الذين يفضلون الحديث على القرآن من سنة (١)
__________________
(١) كما يفتون بحرمة المتعتين خلاف الآيتين (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ـ