بتلبيسها بالباطل ، فيما كانت ظاهرة ، أم علّها إذا ظهرت لا تدل على ما تدل ، والقرآن يفضحهم في مواضيع شتى نتحدث عنها في طياتها.
و «لا تلبسوا» قد تكون من اللبس : التغطئة والتعمية خلاف الإيضاح ، او من اللّبس الستر ، الذي هو ايضا من اللّبس ، فقد كانوا يلبسون الحق بالباطل : (لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ) (٦ : ١٣٧).
تغطية للبشائر الواضحة بما يعمي عليها من باطل التحوير والتغيير ، او ما يسترها عن الدلالة بتأويل : تغيير اللفظ او تأويل المعنى ، وهما باطلان يلبس بهما الحق ، ولكنما الحق وهو : الثابت عند الفحص ـ له دولة ، طالما الباطل ـ وهو الزائل عند الفحص ـ له جولة.
تعال معنا الى بشارات العهدين : عتيق التوراة وجديد الإنجيل ، ترى عجبا من ذلك اللّبس واللّبس والكتمان الشامل ، تجد تجديفاتهم وتحريفاتهم ، بعد الفحص عن الآيات التي تحمل بشارات ، وقد أفردنا بحثا عنها في : «رسول الإسلام في الكتب السماوية» وفي التالي عرض لبعض نماذجها :
عمدوا الى «محمد» في التوراة فحرفوه الى غير محمد كما في : (هوشع ٩ : ٥ ـ ٩) من قوله تعالى حسب النص العبراني :
كي هنّيه هالخو ميشود ميصرييم تقبصم موف تقبرم «محمّد» لكسفام قيموش ييراشم حوح باهاليهم (٦) بائوا يمّي هفقوداه بائوا يمّي هشّلوم يدعو ييسرائل إويل هنابئ مشوكاع إيش هاروح عل رب عونحا وربّاه مسطماه (٧).
ها إنهم يرتحلون لأجل الخراب ، فمصر تجمعهم وموف تدفنهم