فالصلاة الصلاة ، الزكاة الزكاة ايها المسلمون ، النصارى واليهود ، ايها الإنسان أيا كان : «لأن الصلاة الإقرار بالربوبية ، وهو صلاح عام ، لان فيه خلع الأنداد والقيام بين يدي الجبار بالذل والاستكانة. والخضوع والاعتراف وطلب الإقالة من سالف الزمان ، ووضع الجبهة على الأرض كل يوم وليلة ، ويكون العبد ذاكرا لله تعالى غير ناس ، ويكون خاشعا وجلا متذللا طالبا راغبا في الزيادة للدين والدنيا ، مع ما فيه من الانزجار عن الفساد ، وصار ذلك عليه في كل يوم وليلة ، لئلا ينسى العبد مدبره وخالقه فيبطر ويطغى ، وليكون في ذكر خالقه والقيام بين يدي ربه زجرا له عن المعاصي ، وحاجزا ومانعا عن أنواع الفساد»(١).
فليس الله في عز ربوبيته بحاجة الى ذل عبوديتنا ، إلّا ما يرجع إلينا من مصالح عقيدية ـ أخلاقية ـ فردية وجماعية ، من اقام الصلاة ، لولاها علها لم تجب! او إذا وجبت فلقوام القيم النفسية امّا هيه.
و «علة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين اموال الأغنياء ، لأن الله عز وجل كلف اهل الصحة القيام بشأن اهل الزمانة والبلوى كما قال الله : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) في أموالكم إخراج الزكاة وفي أنفسكم توطين النفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عز وجل ، والطمع في الزيادة ، مع ما في ذلك من الزيادة والرأفة والرحمة لأهل الضعف ، والعطف على اهل المسكنة ، والحث لهم على المواساة وتقوية الفقراء ، والمعرفة لهم على امر الدين ، وهو عظة لأهل الغنى وعبرة لهم ليستدلوا على فقراء الآخرة بهم ، وما لهم من الحث في ذلك على الشكر لله عز وجل
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٧٤ عن عيون الاخبار في العلل التي ذكرها الفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السلام) فان قال : فلم أمروا بالصلاة؟ قيل : لأن ....