شروط عدة لمن يأمر او ينهى (١) وليس بذلك الفوضى!
فمن الشروط المتأصلة في جواز الأمر والنهي ـ الواجبين بشروطهما ـ أن لا ينسى الآمر الناهي نفسه فيما يأمر او ينهى ، وهناك لأقل تقدير آيات ثلاث تدلنا بوضوح على هذا الشرط الأصيل ، هذه أولاها ، ثم ما ينقل عن العبد الصالح شعيب (عليه السلام) : (يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى
__________________
المنكر من كانت فيه ثلاث خصال : عامل بما يأمر به تارك لما ينهى عنه عادل فيما يأمر عادل فيما ينهى رفيق فيما يأمر رفيق فيما ينهى (١١ : ٤٠٣ ح ١٠ الوسائل).
(١) في اصول الكافي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قلت له عن الدعاء الى الله والجهاد في سبيل الله اهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به إلّا من كان منهم ، او هو مباح لكل من وحّد الله عز وجل وآمن برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن كان كذا فله ان يدعو الى الله عز وجل والى طاعته وله ان يجاهد في سبيله؟ فقال : ذلك لقوم لا يحل الا لهم. ، ولا يقوم بذلك الّا من كان منهم ، قلت من أولئك؟ قال : من قام بشرائط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو مأذون له في الدعاء الى الله تعالى ومن لم يكن قائما بشرائط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء الى الله حتى يحكم في نفسه بما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد ـ الى ان قال ـ ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين وليس بمأذون له في القتال ولا بالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف لأنه ليس أهلا من ذلك ولا مأذونا في الدعاء الى الله ـ الى ان قال ـ ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به ولا ينهى عن المنكر من قد أمر ان ينهى عنه ، ثم قال (عليه السلام) ثم ذكر من اذن له في الدعاء اليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال : ولتكن منكم امة ـ الآية ـ ثم اخبر عن هذه الآمة ومن هي وانها من ذرية ابراهيم وإسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط ، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة ابراهيم وإسماعيل من اهل المسجد الذين اخبر عنهم في كتابه انه إذ هب عنهم الرجس وطهرهم تطيرا ـ الحديث ـ