كأصل لا ريب فيه. في كل اصل او فرع عقائدي او فقهي او فلسفي ام ماذا ، نابع من ينابيع سوى القرآن أيّا كان ومن اي كان وأيّان ، لكي تكون الحوزة صادرة عن القرآن ، واردة موارده ، وإلا فهي ماردة غادرة ، ضالة ناكبة شاردة.
ولقد ضاع القرآن بين حالة منعزلة عن الحياة ، بهالة قدسية لا تنالها الأفهام عند من يبررون موقفهم السلبي وجاه القرآن ، قدسية خيالية خاوية تعزلها عن الحياة الاسلامية ، وكأنه كتاب ورد ودعاء تكفينا قراءته في حل المشاكل ، ويكفي شفاء للمرضى وشفاعة ورحمة للموتى! رغم انه حياة مستقيمة لمن شاءها : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ. لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ)!
وبين حالة بسيطة يناله كل من يعرف من لغته شيئا ، ثم وليس وراء ما يفهمه البسطاء إشارات ولطائف وحقائق ، فلذلك لا حاجة الى دراسته ومدارسته!
والقرآن بيان للناس وفيه تبيان كل شيء : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها)!.
ولسوف ترون ان القرآن برهان قاطع وبيان ساطع لا مرد له لاثبات المبدأ والمعاد وما بينهما ، ولاثبات كل ما يحويه ويبديه من احكام عقلية ام ماذا؟ فانه برهان بنفسه لمن أنزله وعلى من أنزل ولماذا أنزل؟ : كتاب تدوين يحلّق على التشريع والتكوين ببرهان يقين!
في هذا المدخل نقدم تنبيهات على امور كثرت فيها الأقاويل فخلقت القال والقيل في الوسط الاسلامي وسواه من أوساط ، كالنسخ والتحريف والتفسير بالمأثور وشأن النزول وبطون معاني القرآن.