أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) (٤٦ : ٩).
وما مرت على الرسول ولا مرة يتيمة أن يخالف وحي القرآن ولو نسخا لحكم من أحكامه. إلّا ما اختلقته ايدي الزور والغرور أنه نسخ حكم المتعتين ، وليبرّروا بدعة فلان التي يسمونها بدعة حسنة!.
ولان القرآن هو الوحي الأصيل الخالد حجة على العالمين. لم يكن الله ليوحي الى رسوله وحيا في سنة تنسخ وحي القرآن ، فالأحاديث التي تتحدث عن نسخ الكتاب بالسنة تضرب عرض الحائط ، لأنها تخالف الكتاب جملة وتفصيلا ، كما وأن آيات العرض وأحاديثه المتواترة تضربها عرض الجدار ، مهما كثر محدثوها ومفتوها.
وإذا الرسول (لَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) فما لغير الرسول يسمح لنفسه أن ينسخ القرآن (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ... هُمُ الظَّالِمُونَ ... هُمُ الْفاسِقُونَ) (٥ : ٤٤ ـ ٤٥ ـ ٤٧).
فنسخ القرآن كفر وظلم وفسق بل وأظلم منها وأنكى ، فان ثالوث الكفر والظلم والفسق هو لمن لم يحكم بما أنزل الله ، فما هي حال من حكم بخلاف ما أنزل الله؟
فالسنة إذا لا تنسخ القرآن ، كما ولا تنسخ نفسها ، حيث السنة المنسوخة إن كانت خلاف القرآن فهي باطلة منذ كونها وليست سنة حتى تنسخ ، وإن كانت وفاق القرآن فنسخها إذا نسخ للقرآن ولن يكون! ، اللهم إلا في سنة لا توافق القرآن ولا تخالفه إذ لم يأت وحيها بعد في القرآن فقد يكون تناسخ بينها قبل قرآنها.
واما نسخ القرآن للسنة فقد يكون ، حيث الرسول كان ـ قبل ان يوحى إليه القرآن ـ مستنا بسنة من قبله من رسول ، او سنته الخاصة الناسخة