الإفساد إلّا في احتلال القدس ، ولا علو كبير عالمي إلّا مستقبلا بعد ان يدخل (عِباداً لَنا) القدس بجوسهم خلال الديار اوّل مرة ، ثم رجوعهم الى ما كانوا وأفسد وأعلى (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) حيث يرجعون الى المسجد الأقصى (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً).
وهم منذ وجدوا مفسدين والى يوم الدين يسأمون سوء العذاب وحتى في قوتهم وشوكتهم حيث دويلة العصابات : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (٧ : ١٦٧) سوء عذاب دائب بعباد صالحين كما هنا وهناك ومنذ التأديبات المتتالية زمن الرسالات الاسرائيلية والرسالة الاسلامية حتى الآن ، ام وطالحين كالهلتريين ام من ذا؟ حيث هم قبل دويلة العصابات المغتصبة كانوا مشردين نيلة كل نائل وغيلة كل غائل ، وهم في دويلتهم الآن في خطر دائب وتفجرات داخل أراضيهم ليل نهار ، أفلا يكفي هذا لسومهم سوء العذاب؟!
إذا فالمسكنة لزامهم مضروبة عليهم ضرب السكة لا تمحى ، مهما كانت الذلة (إِلَّا ... وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) حيث لا يبقى ، وانما ردح من الزمن «مرتين» على سومهم سوء العذاب حتى في هاتين المرتين ، كما وانهما مضروبتان لكل من يفتعل فعلتهم : تركا لحبل من الله وحبل من الناس حتى وان كانوا مسلمين و (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) دون المتمسكين بالحبلين ، القائمين بشروط الله حتى وان كانوا غير مسلمين ف : (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ. يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ