٦) ولم تأت كمدح ومواصفة لهودهم ورجوعهم إلى الله إلّا في آية يتيمة هي الأصل في تسميتهم هودا : «إنا هدنا إليك» ثم اشتقت منها صيغ الهود واليهود تنبيها على الأصل ، وتأنيبا على الشاذين عن هذا الأصل.
«والنصارى» الآتية في (١٤) موضعا علّه جمع نصري (١) : المنسوب الى النصر حيث (قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) لما قال المسيح (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) كما وان المسيح والحواريين كانوا في «الناصرة» حيث يقال : «المسيح الناصري» (٢) ولكنما الأصل في «النصارى» قرآنيا وفي اللغة هو النصري ، وليس الناصري ، مهما لمح اليه النصري هامشيا(٣)
__________________
(١) هذا هو المشهور من مفردها مثل صهري وصهاري ، وفي غريب القرآن للراغب : سموا بذلك انتسابا الى قرية يقال لها نصران فيقال : نصراني وجمعه نصارى أقول : هذه القرية هي الناصرة ومنسوبها ناصري لا نصراني ، ثم الناصري ليست جمعا للنصراني وانما جمعها نصرانيون ، وجمع الناصري ايضا ناصريون ، ولا يناسب النصارى هذه المفردات ، وانما نصرى او نصري والثاني أوفق بالنسبة الى النصر المدلول عليه في مقالة النصارى : نحن أنصار الله ، وفي الكشاف انها جمع نصران ، أقول : عله مثل سكران سكارى ولكن فاء الجمع هنا مضموم وهناك مفتوح إذا فمفردها بين نصري ونصرى.
(٢) في قاموس الكتاب المقدس : ذكرت الناصرة (٢٩) مرة في العهد الجديد ، ولقد امضى المسيح ايام طفولته فيها فاشتهرت بوطنه ولقب المسيح الناصري كما الحواريون ناصريون (متى ١٣ : ٥٤ ـ ٥٨) ـ (مرقس ٦ : ١ ـ ٦) ـ (اعمال الرسل ٢ : ٢٢ و ٣ : ٦ و ٤ : ١٠ و ٦ : ١٤) والجيل السادس من المسيحيين أخذ يزورون الناصرة.
(٣) نور الثقلين ١ : ٨٥ في عيون الاخبار باسناده الى الرضا (عليه السلام) قيل له : فلم سمي النصارى نصارى؟ قال : لأنهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام نزلها مريم وعيسى بعد رجوعهما من مصر أقول : لم يكن كل النصارى من الناصرة ، وانما هو المسيح والحواريون ، وقد تناسب هذه النسبة على هامش النصرة الإلهية كما قلناه.