اخطأ هؤلاء وهؤلاء في توحيد الله ، وفي الصبوء والتمجّس عن الشريعة الكتابية ، ومهما يكن من شيء فليس الصابئون والمجوس من اهل الكتاب تماما مهما يحترم فريق منهم النار الا انه ليس لحد الإشراك بالله ، وعبادة من دون الله.
هؤلاء الطوائف الخمس الموحدون ، من كتابين وسواهم ، هم المشهورون المذكورون في القران بأسمائهم ، وقد أجمل عن ذكر موحدين آخرين كانوا او تكوّنوا ام سوف يكونون ، من (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) وهكذا تحدد شاكلة الايمان المنجي أولا وأخيرا كضابطة عامة تحلّق على الألقاب : مسلم ـ يهودي ـ نصراني ـ صابئي ـ مجوسي أمّن ذا؟
فمن مات على غير الايمان بالرسالة الاسلامية موحدا : كتابيا من هود او نصارى ، ام غير كتابي كالصابئين والمجوس ، (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) شريطة القصور والاستضعاف حيث لم يسمعوا بهذه الرسالة (١) او لم يعرفوا حقها ، دون المقصرين في التعرف إليها ، او الذين (جَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا) (٢٧ : ١٤).
فالجحد بآيات الله وتكذيب آيات الله ينافيان الإيمان بالله ، ونكران يوم
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٧٤ ـ اخرج ابن جرير عن مجاهد قال : سأل سلمان الفارسي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أولئك النصارى وما رأى من اعمالهم؟ قال : لم يموتوا على الإسلام ، قال سلمان : فأظلمت علي الأرض وذكرت اجتهادهم فنزلت هذه الآية : (الَّذِينَ هادُوا ...) فدعى سلمان فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): نزلت هذه الآية في أصحابك ، ثم قال : من مات على دين عيسى قبل ان يسمع بي فهو على خير ومن سمع بي ولم يؤمن بي فقد هلك.