لقاء الله ينقص من الايمان بالله ، وترك الصالحات التي تناسب الإيمان ، دليل على خواء الإيمان ، فهؤلاء ليسوا من المبشّرين بالأجر وعدم الخوف والحزن ، وإنما هم المؤمنون بالله واليوم الآخر والعاملون الصالحات ، ومهما كانوا درجات في مثلث الايمان ، فهم درجات في مثلث النجاة ، كما أن من سواهم دركات في اللّاإيمان واللّانجاة دون تسوية هنا وهناك (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) في نقير الإيمان وعمل الصالحات ، دون ترسب على عنصريات او طائفيات ، فبعد ما ضربت آية الضرب الذلة والمسكنة على اليهود ، تستدرك هذه الآية عما ربما يختلج بالبال انه خاص باليهود ، فهناك بينت سبب الذلة المسكنة انه الكفر والتكذيب والاعتداء أينما كانت ، وهنا تبين سبب النجاة في مثلثه أينما كان ، دون فرق بين الموحدين ، من «الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين والمجوس» لا هنا ولا هناك!
(فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ) على غرار ما آمنوا وعملوا (عِنْدَ رَبِّهِمْ) في عالم الرب يوم الأجر والجزاء (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) من عذاب (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) لما فات عنهم ، جمعا لهم بين أمن الحاضر والمستقبل والغابر.