تزيد في الايمان بالله ، فالتمسك بميثاق الله ، والإخافة عن النكثة النكسة عما أخذ عليهم لله ، آية يتيمة في تاريخهم لم تتكرر ، حيث الآيات التي عاشوها زمن الرسالة الموسوية لم تكن لتحمل إخافة لبني إسرائيل ، إلّا هذه التي تضمنها بجنب الحجة والموعظة.
وهكذا ينطق الجبل بنتقه آية إلهية ليست بمقدور من سوى الله ان يرفع فوقهم كأنه ظلّة دون عمد يرونها إلّا ارادة الله ، فمهما ينتق الإنسان جبالا من حديد ام ماذا بعمد يصنعها ، ولكنه ليس إلّا بوسائل معروفة علمية ، لا فقط إرادة النتق مهما كانت هناك عمد إلهية أخرى ، مما لا يرى.
فمن الهراء القولة الناكرة للمعجزات : إن بني إسرائيل كانوا في أصل الجبل فزعزع وزلزل حتى أظل رأسه عليهم فظنوا أنه واقع بهم ،! فإنه تاويل عليل للنص : «رفعنا .. نتقنا الجبل» وترى إذ يراد الإفصاح عن رفع الجبل ونتقه ، هل هناك نص أو في من رفعه ونتقه؟ ..
أم لو اريدت الزلزال والزعزعة كيف لا يعبر عنهما بنصه؟ رغم أنهما لا تنتقان الجبل وترفعانه فوقهم كأنه ظلّة.
وترى ما هو موقع الترجي في (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؟ والله لا يترجى ، بل الذي لا يعلم عواقب الأمور هو الذي يترجى!.
الجواب : أن المقام هو مقام الرجاء وإن كان الله لا يترجى ، وإنما المكلف بأمر الله له أن يترجى الاتقاء عن المحاظير إن حقق أمر الله ، حيث الأخذ بما أوتوا بقوة مترجىّ ، ثم الاتقاء بعد ذلك رجاء بعد رجاء ، حيث العوائق قد تحول بين الأخذ والاتقاء ، إلا أن يشاء الله ، فلا يملك العبد على أية حال إلّا الخوف والرجاء.