وأما المؤلّف فهو يمتاز بأساليب عدة تكفى واحدة منها لتجعله متميّزا عن سائر كتب التفسير :
منها جمعيته لأقدم الأساليب في التفسير وأحدثها ، فقد جمع بين سنّة الرسول صلّى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت (ع) تفسيرا للقرآن بالقرآن ، وبين أحدث النظريات التي وصل إليها العلم الحديث ، جاعلا للقرآن إماما ككل وكل ما سواه يأتمّ به دونما أي تحميل عليه بدقيق أو جليل.
ومنها رعاية جمعية الدلالات القرآنية ، دون تضييق لها بمضايق التفسير ولا توسعة كما يفعله المفرّطون والمفرطون ، الذين يتضايقون أو يتواسعون في نصوصه وظواهره دونما حجّة من علم أو أثارة من علم أو كتاب منير.
ومنها تفصيل البحوث الفقهية بكل حقولها على ضوء آياتها دونما تأثّر شارد بروايات أو إجماعات أو شهرات تخالف القرآن أم لا توافقه ، مهما بلغت من العدّة والعدّة ما بلغت ، فان لله الحجة البالغة.
ومنها المقارنة في كافة المواضيع القرآنية مع سائر كتابات الوحي وسواها ، مما قد يجعله أفضل تفسير مقارن. فلقد حاول المولّف دام ظلّه وإفضاله كل جهده في إظهار مرادات الله ، دونما نقل إلا آيات كأصل وروايات على هامشها بكل هيمنة قرآنيه بارعة دونما إصغاء إلى أقوال أم أقاويل ولا ذكر لأصحابها ، لا تصغيرا للعلماء وإنما تكبيرا للقرآن والسنة الاسلامية السامية ، وإخراجا لكتاب الله عن معترك الآراء ، وعن المذهبيات المتعصّية. والقيلات المترسّبة.
ونحن إذ نتواضع أمام هذا المشروع العظيم نسأل الله العلي القدير أن يوفق المؤلف لإكماله بتمامه وكماله ويجعله ذخرا للامة الاسلامية.
|
بيروت : دار التراث الاسلاميّه طهران : انتشارات فرهنگ اسلامى |