ولأنه الرحمن : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ..) (٦ : ١).
ولأنه الرحيم : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) (١٨ : ٢)
ولأنه رب العالمين في آيات خمس سوى الفاتحة و (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) (١٥ : ٩٨)
ولأنه مالك يوم الدين : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) (٣٩ : ٢٤) وهذه الخمس هي أسس الربوبية المطلقة تبتدء بالله وتنتهي إلى (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) وبينهما متوسطات (رَبِّ الْعالَمِينَ ـ الرَّحْمنِ ـ الرَّحِيمِ).
ويا له من تجاوب لطيف بين القرآن المحكم «الحمد» والقرآن المفصل في آيات الحمد ما يطمئن أن السبع المثاني صورة مصغّرة عن القرآن العظيم.
إن (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) هي «رأس الشكر» (١) و «فاتحة الشكر وخاتمته» (٢) فائقا على النعم المشكور لها فلا قيمة لها أمامها (٣)
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ١١ ـ أخرجه جماعة من ارباب السنن عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ..
(٢) تفسير الفخر الرازي ١ : ٢٨٤ روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان ابراهيم الخليل (عليه السلام) سأل ربه وقال : يا رب! ما جزاء من حمدك؟ فقال : الحمد لله ، فالحمد لله فاتحة الشكر وخاتمته.
(٣) الدر المنثور ١ : ١١ ـ ١٢ ـ اخرج جماعة عن انس قال قال رسول الله (صلّى الله