وهي كمال العقل في مدحته لربه (١).
وكما لام الحمد تستغرقه لله ، كذلك اللام في لله تختصه بالله دون أن يعدوه إلى سواه.
وعلى الحامد لله أن يحمده بفطرته وعقله وصدره وقلبه ولبه وفؤاده وكل جوانحه وجواره ، فيصبح بكله حمدا لله وفاقا بين جنباته دون نفاق ، دون قولة فارغة منافقة يكذبها الجنان وسائر الأركان.
فعلينا أن نعيش (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ونعيّش ب (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) في كل حل وترحال ، على أية حال ومجال ، في كل فكر او فعل او قال حتى نصبح (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) تجاوبا مع الكون كله في محراب الحمد ، من رعده وبرقه والملائكة من خيفته : (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ
__________________
ـ عليه وآله وسلم): ما أنعم الله على عبده نعمة فقال : الحمد لله الا كان الذي اعطى أفضل مما اخذه وروى مثله عن جابر والحسن عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي تفسير الفخر الرازي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : إذا أنعم الله على عبده نعمة فيقول العبد الْحَمْدُ لِلَّهِ فيقول الله تعالى : انظروا الى عبدي أعطيته ما لا قدر له فأعطاني ما لا قيمة له ، أقول : وهذه نهاية الرحمة الإلهية ومما لا قدر له أنه علمنا الحمد له ثم وفقنا بالحمد له ثم قدر انه لا قيمة له!.
(١) تفسير الفخر الرازي روى عن علي (عليه السلام) انه قال : خلق الله العقل من نور مكنون مخزون من سابق علمه فجعل العلم نفسه والفهم روحه ، والزهد رأسه والحياء يمينه والحكمة لسانه والخير سمعه والرأفة قلبه والرحمة همه والصبر بطنه ثم قيل له تكلم فقال : الحمد لله الذي ليس له ند ولا ضد ولا مثل ولا عدل الذي ذل كل شيء لعزته فقال الرب : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعز عليّ منك :