٥٠) كما وأسماءه جميلة : (لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) (٧ : ١٨٠) كما وذاته أجمل الذوات.
ثم وكل جمال وكمال في الخلق فائض منه وراجع إليه ، فليختص به الحمد كلّه ، كشعور يفيض به قلب المؤمن حين يذكر الله ، في كل خطوة وفي كل لحظة أو لمحة ، وفي كل خالجة او خارجة ، كقاعدة رصينة للتصور الايماني المباشر المعاشر.
فليكن الْحَمْدُ لِلَّهِ كما البسملة في موقعها اللائق وهو كل أمر ذي بال ، ولا أقل من أقل الحلال ، فإنها في غير الحلال تستبع اسْتَغْفِرِ اللهَ.
ثم الرب هو المالك المدبر المتصرف للإصلاح والتربية اللائقة السابغة ، فمن مالك لا يدبّر جهلا أو عيّا او بخلا أمّاذا ، ومن مدبّر لا يملك المدبّر حتى يسطع على إصلاحه كما يحبّ ويجب ، وهذا وذاك هما مطلق التدبير والملك ، ولله الربوبية المطلقة لا يعرقلها اي مانع ولا يردعها اي رادع ، لا كربوبية الخلق دون الأمر ، ولا الأمر دون الخلق (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٧ : ٥٤).
وكما ربوبية الخلق تعم الخلق لا من شيء كالخلق الاوّل ، والخلق من شي كسائر الخلق ، كذلك ربوبية تدبير الأمر وهي هداية كل شيء لشيئه : (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى) (٢٠ : ٥٠) من جماد ونبات وحيوان والملائكة والإنس والجان أم أيا كان ، فلكلّ سبيل يسلكه بما هدى الله ، تكوينية وغريزية وتشريعية أماهيه؟.
فإطلاق الربوبية للعالمين دون إبقاء هو نظام التوحيد الحق وجاء فوضاها التي تفسح لغير الله مجال ربوبيات أو تسمح ، وقد تطاردها براهين