فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (٥٧ : ١١) ـ (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ) (٥٧ : ١٨) ـ (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ) (٦٤ : ١٧) ـ (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) (٧٢ : ٢٠) ـ (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ...) (٥ : ١٢).
وهكذا نرى إقراض الله قرضا حسنا طليقا دون تعلق خاص بمتعلق خاص في كافة المحاور ، قرينا بإقام الصلاة وإيتاء الزكوة والإيمان بالرسل وتعزيزهم والتصديق بما يصدّق من شرعة الحق ، مما يدل على طليق متعلقاته ، من إقراض المتعلقات الآفاقية والأنفسية ، مالا وأولادا وأهلين ، أم حالا من نفس وعلم وعقلية صادقة.
فالقرض متعد بنفسه ، فالإقراص متعد إلى مفعولين ، وقد ذكر في هذه الآيات مفعول واحد هو الله (يُقْرِضُ اللهَ) و (قَرْضاً حَسَناً) مفعول مطلق نوعي يبين نوعية القرض انها «حسنا» كما يليق بساحة الربوبية ، ثم المفعول الثاني محذوف يعم كل نفس ونفيس يمكن إقراضه الله قرضا حسنا.
ففي حقل القتال في سبيل الله ـ كما هنا ـ يعني القرض الحسن قرض النفس شخصيا ، وأنفس الأولاد والأهلين الذين يؤهلون للقتال.
__________________
ـ بالحسنة فله عشر أمثالها ، وزعمت انهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن؟ قال : أليس قد قال الله عز وجل (فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله عز وجل حسناتهم لكل حسنة سبعين ضعفا ، فهذا أفضل المؤمن ويزيد الله في حسناته على قدر صحة ايمانه أضعافا كثيرة ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير.