نفس القائد ، وتشجيع للجيش ، وتطويع للأعداء.
فلا دور للمال أصيلا في قيادة الحرب ، فانه يحصل حسب الحاجة ببسط علم القائد ، كيف يحصل على مال ، مهما كان تطوعا من الجيش نفسه ام من سائر الشعب.
وكما لا دور لكون القائد من العائلة الرسالية او الملكية ، فانما الدور كله كضابطة ثابتة هو لجناحي البسطة في العلم والجسم ، فإنهما الناجحان كرأس الزاوية في هندسة الحرب ، لا فحسب ، بل وصاحب المال كثيرا ما يضنّ عن الخوض في المعارك الدموية لتعلقه بالمال ، وصاحب الوراثة النسبية في حقل الرسالة او الملوكية قد يضنّ عن أن يفدي بنفسه في المعارك ، وأما الرجل الطليق عن ذاك المال وهذه الحال ، الحليق على علم الحرب وبسطة الجسم ، هذا هو الذي يسمح لنفسه الغوص في خضم المعارك الدموية على أية حال ، ومن ثم ، وبعد هاتين الزاويتين الهامتين في هندسة الحرب ، فالله هو المصطفي من يشاء لما يشاء :
(وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ) لا ما يشاءه سواه (وَاللهُ واسِعٌ) في اصطفاءه كما في سواه «عليم» حيث يجعل رسالته ، كما هو «واسع» في مصلحيات الحرب أن يصطفي من يصلح ، وليس مضيقا للصلوح في وراثة حال او مال كما هم يضيقون «عليم» بنبود الصلاح في كل الحقول ، فتلك ـ إذا ـ قوائم خمس لحق الملك لطالوت ، تزيف قالتهم القالة ضده :
(إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ) فهو صفوة بينكم ولا يحق الملك بين شعب إلا للأصفى الذي يصطفيه الله.
٢ (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ ٣ وَالْجِسْمِ) حكمتان حكيمتان لذلك الاصطفاء ، سنادا له.