وقد قرر الله حدا أقصى لاحتمال تصبر الأنثى على ترك الممارسة الجنسية وهو أربعة أشهر ، كما وهي الحد الأقصى للعدة وهي عدة الوفاة (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً) اللهم إلّا عدة الحمل الأطول قضية ضرورة الحفاظ على الأهم وهو امانة الجنين عن الخلط.
فالأربعة إذا هي أقصى مدى الاحتمال لقبيل الأنثى (١) نوعيّا وإلّا لزاد فيها او نقص عنها ، رعاية للحفاظ على الكرامة الأنثوية ، وكيلا تفسد المرأة فتتطلّع تحت ضغط الحاجة الفطرية إلى غير رجلها الذي هجرها ، ولذلك (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) فقط ، ومن ثم إما الفيء أم الطلاق لتستمتع هي بحياة زوجية أخرى ، دون أن يفرض عليها الحرمان رغم أنفها لمجرد تهوّس رجولي قاحل جاهل بحقها.
وقد تلمح «للذين ..» ان ليس لمن سواهم ذلك التربص إلّا ان تقدر الزوجة ان تصبر على الشبق دونما إرهاق ، حيث الحياة الأليفة الزوجية لا تسمح بأي إرهاق فضلا عما فيه إزهاق وإدماغ بحق الأسيرة المسكينة.
وما أحراه قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في مضاجعة الحليلة ان «في مباضعتك أهلك صدقة (٢) رغم أنها قضاء للشهوة».
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٢١٩ عن العلل باسناده إلى أبي خالد الهيثم قال سألت أبا الحسن الثاني (عليه السلام) في حديث علة العدد «فأما ما شرط لهن فانه جعل لهن في الإيلاء اربعة أشهر لأنه علم ان ذلك غاية صبر النساء ...».
(٢) الدر المنثور ١ : ٢٧٤ ـ اخرج البيهقي في الشعب عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذهب الأغنياء بالأجر ، قال : ألستم تصلون وتصومون وتجاهدون؟ قلت : بلى وهم يفعلون كما نفعل يصلون ويصومون ويجاهدون ويتصدقون ولا نتصدق ، قال : ان فيك صدقة وفي فضل سمعك على الذي لا يسمع تعبر عن حاجته صدقة وفي فضل بصرك على الضرير تهديه إلى الطريق صدقة وفي فضل قوتك على الضعيف تعينه صدقة وفي إماطتك الأذى عن الطريق ـ