يعم امكانية وجود إله أيا كان وأيان ، فانه واحد لا عن عدد ولا بتأويل عدد كما هو واحد لا بعدد (١) نفيا لامكانية أي عدد ، دون فعليته ام سابقته ولاحقته.
انه واحد فوق الوحدة العددية : «واحد لا بعدد» إذ لا يتعدد وكل واحد يتعدد او بالإمكان ان يتعدد.
وواحد لا عن عدد ، لم يكن عددا ثم تفرد كما في بعض الوحدات الامكانية.
وواحد لا بتأويل عدد ، أولا الى عدد سابق ثم تفرد ، ام أولا الى عدد لاحق وهو الآن موحّد ، فلا تعدد له زمنيا إذ هو خالق كل زمني وزمان ، ولا ذاتيا ، فواقع العدد وامكانيته مسلوبان عن ذاته وصفاته وأفعاله ، لا يتغير بانغيار المخلوقين ، كما لا يتحدد بتحديد المحدودين ، فهو سرمدي الواحدية بالأحدية الطليقة الحقيقة.
ف (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) كأول تلميذ لرسول الهدى (صلى الله عليه وآله وسلم) على امير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له توحيدية :
«أول الدين معرفته ، وكمال معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده ، وكمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كل صفة انها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف انه غير الصفة ، فمن وصف الله فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثناه ، ومن ثناه فقد جزأه ، ومن جزأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حده ، ومن حده فقد عده ...» (٢).
__________________
(١) ذلك مثلث التوحيد المذكور مكررا في الخطب التوحيدية للمعصومين (عليهم السلام).
(٢) من الخطبة الاولى في النهج حسب رواية الشريف الرضى رحمه الله تعالى.