انها غير الممات ، فليست لنا حظوة المعرفة الإيجابية لذات الله ولا صفاته بأسرها إلا بمعني سلب أضدادها كما يناسب ساحة الألوهية.
فأسماء الله وصفاته هي من اغمض المتشابهات ، لا بد من تجريدها عما يشابهها في الخلق. فربنا «لم يزل حيا بلا حياة ، كان حيا بلا حياة حادثة» (١) «حيا بلا كيف ولا أين ، حيا بلا حياة حادثة بل حي في نفسه» (٢) فهو «نور لا ظلمة فيه وعلم لا جهل فيه وحياة لا موت فيه» (٣).
والحياة ككل هي لأقل تقدير علم وقدرة ، ولأنها درجات فكل دانية هي موت نسبة الى عالية ، وكل درجات الحياة هي بأسرها موت بجنب حياة خالق الحياة ، وليست وليدة ذاته سبحانه حتى تجانس حياته باختلاف الدرجة ، بل هي وليدة مادية بما أراد الله كما المادة الأولية ، فانه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ، فهما صورتان متتابعتان لأصل المادة ، وهي بأصلها وفصلها من خلق الله سبحانه وتعالى عما يصفون.
و «القيوم» ليست إلا هنا وفي طه (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ) (١١١) وآل عمران (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ ...) (٢).
وهذه الثلاث مشتركة في عناية القيومية المطلقة : ذاتية وتكوينية وتشريعية ، والأخيرة مصرحة ـ بعد إطلاقها ـ بالأخيرة.
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٢٥٨ ح ١٠٢ في كتاب التوحيد باسناده الى أبي بصير عن أبي جعفر (عليهما السلام) حديث يذكر فيه صفة الرب عز وجل وفيه ...
(٢) المصدر عن أبي بصير عنه (عليه السلام) في حديث طويل.
(٣) المصدر عن جابر الجعفي عنه (عليه السلام).