ومنه علمه الذاتي والفعلي وقدرته بكل شيء ، فالقومية لزامها الحياة والعلم والقدرة المطلقة ، كما الحياة لزامها العلم والقدرة وسائر القيومية ، ف (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) عبارة مختصرة محتصرة عن كافة الصفات الربانية ، ذاتية كأصل ، وفعلية تتبنى الذاتية في الفاعلية الربانية.
فقد استفيد العلم والقدرة من القيوم كما استفيدا من الحي ، فقد تصبح ـ إذا ـ (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) من الاسم الأعظم حيث يعمان صفات الذات والفعل الى الذات ، كما و «الله ـ هو» تعبيران عن الذات و (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) عن كل الصفات.
بل وكل من «الحي» و «القيوم» يقتضي الصفات الثلاث ، كما كلّ من الثلاث يقتضى قسيميه ، ثم الثلاث تقتضي كل صفات الفعل دون إبقاء.
ذلك ـ مهما كان «الحي» تخص الذات و «العالم القادر» المستفادان منه ومن القيوم يعمان غير الذات.
إذا ف «الحي» بعد الاسمين الأعظمين : «الله ـ هو» هو أول الأسماء ، ثم القيوم ومن ثم سائر الأسماء والصفات.
وأحرى بنا ان نعبر عن صفاته ـ ولا سيما الذاتية ـ بالأسماء ، وعن صفات فعله بالأفعال فأفعاله حادثة بما أحدثها ، وأسماؤه اللفظية حادثة بما سماها ، والمعنوية الذاتية هي عين ذاته مهما اختلفت بعضها عن بعض وعن الذات في تحبير اللغات.
فلا مسرب لقيلة الكنيسة اللّاهوتية ان ذلك تثليث لذات الله مهما اختلف عما عندنا من تثليث ، فنحن مع المسلمين شرع سواء في توحيد التثليث!.
فان تثليثنا ليس الا في حقل التعبير ، مع الاعتقاد بوحدة الذات