بالنفس ، فإنهما من حصائل ارتخاء البنية من كادح الشغل طوعا او كرها ، وما لله من بنية ، باين عن مقسم الارتخاء واللاارتخاء ، ولا يكدحه خلق ولا يلغبه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ) (٥٠ : ٣٨).
ذلك ، فضلا عن جزئيات الأفعال المستمرة على هامش الخلق ف (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) ولا يشغله شأن عن شأن ، وكل ذلك للقيومة المطلقة بحياتها.
إن السنة والنوم والموت هي إخوة في حقل العمر والرخوة ، فعامل السنة يرخي الأعصاب الى أشراف النوم فهي ـ إذا ـ بين نوم ويقظة ، وعامل النوم يزيدها ارتخاء بارتقاءها فيها لحد يتم فيه انفصال روح اليقظة وهي الانسانية عن البدن لفترة طالت ام قصرت ، ثم عامل الموت يتم فيه انفصال الحياة بتمامها عن البدن ، لحوقا للحياة الحيواني ومعها النباتي الى الروح الانساني المستكن في بدنه البرزخي ، فيبقى البدن ميتا ككلّ دون أية حياة.
فلأن الله حي بحقيقة الحياة لا كالأحياء ، فلا تأخذه العوامل المضعفة او المزيلة للحياة كالسنة والنوم والموت ، كما لا تزيده عوامل الحياة قوة فيها عدّة او عدة او مدة ، فانه فوق كل العوامل بآثارها ، وهو خالقها بما تحل فيه من زمان او مكان او أي كان ، كل شيء هو من امره (وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ) فلا يغلبه أمره او يأخذه حتى تأخذه ـ فيما تأخذ سواه ـ سنة او نوم ، فليست في ساحة الربوبية عوامل داخلية ولا خارجية لسنة او نوم او موت ، فلما ذا ـ إذا ـ تأخذه سنة او نوم فضلا عن موت.
وترى «لا تأخذه» تنفي أن يأخذ هو لنفسه سنة او نوما؟ ولا ملازمة بين السلبين! فقد يأخذ كائن لنفسه أمرا ولا يأخذه ذلك الأمر خارجا عن خيرته!.