ثم تشريعي لا يوافقه التكوين كالقيادات الروحية في المعصومين ، أئمة ونبيين ، الذين صدّ بينهم وبين سلطاتهم الزمنية ، الشيطنات المدروسة من اصحاب السلطات الزمنية.
ثم الجمع بينهما كالذين ذكرناهم من ذي قبل ، فداود (عليه السلام) ومن أشبهه جمع له القيادتان.
ثم تكويني يوافق التشريع ولكنه ليست قيادة رسالية ، كمثل طالوت الذي آتاه الله الملك دون نبوة ، فان قضية توحيد الإفعال ان لله تعالى دخلا في كل خير او شر دون إجبار ، ومنها الملك : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٣ : ٢٦).
فإتيان الملك لمن يحق له نبيا وسواه اعتلاء ، وإتيانه لمن لا يستحقه ابتلاء ، وكل من الاعتلاء والابتلاء بملك وسواه انما هو من الله لا سواه ، دون استقلال لأحد في ملك وسواه.
ثم هنا (أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) تعليل بما يناحر ذلك الحجاج اللجاج ، فبديلا عن أن يشكر ربه ان آتاه الله الملك ، أخذته زهوة الملك وعزته فأخذ يجادل في الله : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ. وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) (٢ : ٢٠٦).
والجمع بين المحتملين أجمل واجمع ، حيث القرآن حمال ذو وجوه فاحملوا الى احسن الوجوه ، وهو هنا وسواه مما أشبه ، الجمع بين المعاني التي يحتملها ادب اللفظ وحدب المعنى!.
(إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ).