وتاركي كبائر السيئات وفاعلي كبائر الحسنات ، والمؤمنين بالله والمستأهلين للشفاعات.
ثم هناك أسباب أخرى للغفر لم نتعرف إليها فانها مطوية في مشيئة الله.
وليس الغفر لما دون الإشراك بالله فوضى جزاف ، وإلا لبطلت الشرائع بأسرها ، فانما «لمن يشاء» كما يتناسب تشريع الشرائع وتحذير العصاة ووعود النار لمن تخلف عن شرعة الله.
فهناك من الذنوب «ذنب لا يغفر وذنب لا يترك وذنب يغفر ، فأما الذي لا يغفر فالشرك بالله ، وأما الذي يغفر فذنب بينه وبين الله عز وجل وأما الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا».
فالذي قد يشاء الله أن يغفر هو الذنب الذي بينه وبين الله إلا الإشراك
__________________
ـ زنى وإن سرق؟ قال : «وإن زنى وإن سرق على رغم انف أبي ذر» أقول : يعني مصيره إلى الجنة لا انه يدخلها بغير حساب وإلا لبطل التحذير والعقاب.
وفيه عن أبي ذر عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : «ان الله يقول يا عبدي ما عبدتني ورجوتني فاني غافر لك على ما كان فيك ويا عبدي لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ما لم تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة» أقول «مغفرة» تعني تخفيفا عن عقوباته فإن الإيمان بالله مكفر لأنه من أكبر الحسنات ، وفيه عن أبي ذر سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول : «ما من عبد لا يعدل بالله شيئا ثم كانت عليه من الذنوب مثل الرمال إلا غفر له» وفيه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» أقول ومن طريق أصحابنا في توحيد الصدوق أحاديث متظافرة عن أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): من قال لا إله إلا الله أحسن أو أساء دخل الجنة .. أقول : ولا تعني هذه الأحاديث إلا عدم التسوية بين الموحد والمشرك لا التسوية بين المحسن والمسيء (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) لا في أصل الإيمان والفسق عنه ولا في عمل الإيمان والفسق عنه.