أم كيف يحسد الحاقدون على الأئمة من أهل بيت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على ما آتاهم الله من فضله كما آتى محمدا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فهم ورثة الكتاب بعده كما هو مهبط وحي الكتاب : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (٣٥ : ٣٢) (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (٤٣ : ٣٢) فضلا عن الحياة العليا وهي الفضل الرسالي القمة للرسول كأصل وللائمة من آله كفروع لهذه الرسالة السامية.
ومن كمال الفضل هو الجمع بين الرسالة والخلافة كما جمعا في أهل بيت الرسالة المحمدية عليهم آلاف السّلام والتحية (١).
والحسد أيا كان هو كساد الإيمان فإنه «يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» و «لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد».
ومن تحسّد اليهود على الناس الرساليين المحمديين (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ
__________________
(١) الدر المنثور ٢ : ١٧٣ ـ أخرج الزبير بن بكار في الموقفيات عن ابن عباس أن معاوية قال : يا بني هاشم إنكم تريدون أن تستحقوا الخلافة كما استحققتم النبوة ولا يجتمعان لأحد وتزعمون أن لكم ملكا فقال له ابن عباس : أما قولك إنا نستحق الخلافة بالنبوة فإن لم نستحقها بالنبوة فبم نستحقها وأما قولك ان النبوة والخلافة لا يجتمعان لأحد فأين قول الله (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) فالكتاب النبوة والحكمة السنة والملك الخلافة نحن آل إبراهيم أمر الله فينا وفيهم واحد والسنة لنا ولهم جارية ، وأما قولك زعمنا أن لنا ملكا فالزعم في كتاب الله شك وكل يشهد أن لنا ملكا ، لا تملكون يوما إلّا ملكنا يومين ولا شهرا إلّا ملكنا شهرين ولا حولا إلّا ملكنا حولين والله أعلم.
وفي تفسير العياشي عن حمران عن الباقر (ع) (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ) قال : النبوة «والحكمة» قال : الفهم والقضاء ، (وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) قال : الطاعة.