كناموس الأنفس فإنهما متجاوبتان في مصلحيات الحياة ومتناصرتان.
وكما أن أكل المال بالباطل محظور ، كذلك قتل النفس بالباطل ، فالتضحية في سبيل الله بالنفس كما التضحية بالنفيس غير محظورة بل هي محبورة كماهيه ، كما وأن قتل المستحق للقتل ليس قتلا بالباطل ، بل هو حق كأكل المال بالحق على سواء.
ذلك ، وكل من يعرض نفسه للخطر دون أمر مبرر فقد قتل نفسه إن قتل (١) ، وأضر نفسه حين ينضرّ ، كما وتعريض الغير للقتل أم قتله مشمول
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٤٧٢ في تفسير القمي في الآية قال : كان الرجل إذا خرج مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الغزو يحمل على العدو وحده من غير أن يأمره رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فنهى الله أن يقتل نفسه من غير أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وفيه عن المجمع روي عن أبي عبد الله (عليه السّلام) في الآية : لا تخاطروا بنفوسكم في القتال فتقاتلوا من لا تطيقونه.
وفيه عن تفسير العياشي عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : سألت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الجبائر تكون على الكسر كيف يتوضأ صاحبها وكيف يغتسل إذا أجنب؟ قال : يجزيه المسح (المس) بالماء عليها في الجنابة والوضوء ، قلت : فإن كان في برد يخاف على نفسه إذا أفرغ الماء على جسده فقرأ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً).
وفيه عن أحمد بن علي عن أبي عبد الله (عليه السّلام) في الآية قال : كان المسلمون يدخلون علي عدوهم في المغارات فيتمكن منهم عدوهم فيقتلهم كيف شاء فنهاهم الله أن يدخلوا عليهم في المغارات.
وفي الدر المنثور ٢ : ١٤٤ ـ أخرج أحمد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عمرو بن المعاصي قال : بعثني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عام ذات السلاسل احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت أن اغتسلت أن أهلك فتيممت به ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح فلما قدمت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ذكرت ذلك له فقال (صلّى الله عليه وآله ـ