الحكيم عديد منهم هم : زكريا ـ يحيى ـ عيسى ـ إبراهيم ـ إسحاق ـ يعقوب ـ موسى ـ إسماعيل وإدريس : (إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا. أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) (١٩ : ٥٨).
وطبيعة الحال في التدرج الى نعمة الصراط المستقيم أن يتطلب كلّ المزيد مما هو عليه ، فغير الصالح يتطلب صراط الصالحين ، والصالحون يتطلبون صراط الشهداء والشهداء يتطلبون صراط الصديقين والصديقون يتطلبون صراط النبيين والنبيون بسائر اصحاب الصراط والمتطلبين صراطهم يتطلبون صراط اوّل العابدين وهو نفسه يتطلب الدوام على صراطه والمزيد منه وكما أمره ربه (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً).
فلا وقفة لعجلة التطلب في هدي الصراط المستقيم فإن حق المعرفة والعبودية لا نهاية لهما ، والعباد هم دوما سائرون إلى صراط فصائرون إليه ثم سائرون الى ما فوقه فصائرون ، وإلى ما لا حدّ له.
وليس طلب الهدي إلى الصراط المستقيم محددا بهذه الحياة القصيرة الزائلة ، بل هو بأحرى جار متواتر بعد الموت ثم القيامة الكبرى فإنما الدنيا مزرعة للأخرى فكيف تحرم في الأخرى عما زرعته في الأولى.
ثم الصديقون وهم الدرجة الثانية في ذلك المربع هم أهل بيت الرسالة المحمدية كأصدق مصاديقهم (١) مهما شملت سائر خلفاء النبيين رسلا
__________________
(١) لقد تواتر الحديث من طريق الفريقين أن عليا (عليه السّلام) هو أول الصديقين ومن طريق إخواننا نذكر زهاء أربعين من الفطاحل الذين نقلوا أو أخرجوا تفسير الصديقين بعلي (عليه السّلام) :