الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٢٩ : ١٨).
واستنباط أولي الأمر المعصومين هو استنباط معصوم بما أراهم الله كما الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن ثم يأتي استنباط غير المعصومين من أولي أمر الشرعة بدرجاتهم ودرجاته ، وذلك في زمن الغيبة ليس إلا (أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) فلا أمر في القيادة الزمنية والروحية إلّا بشورى بين أولي الأمر.
والاستنباط هو طلب النبط وهو الماء المستنبط في الأرض ، محاولة للحصول عليه ، وكذلك الأمر في كل الأمور الإسلامية التي هي حياة الأمة الإسلامية ، لا بد لأولى الأمر استنباطها من الثقلين : كتاب الله وسنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
فالأمور الظاهرة لا تستنبط ، فإنما الخفية هي التي تستنبط بمصادرها الآهلة لها ، وما من أمر تحتاج إليه الأمة إلّا وقد بينه في كتابه وسنة رسوله ، وعقلية الكتاب والسنة على مدار الشورى بين الرعيل الأعلى من الأمة الإسلامية زمن الغيبة ، هي المرجع لكل وارد وشارد وكما تنطق بذلك متواتر الكتاب والسنة.
ف (أُولِي الْأَمْرِ) هنا غير أولي الأمر في آية الطاعة المثلثة الطليقة ، فهم هنا أعم من المعصومين (عليهم السّلام) في زمنهم ، ومن الرعيل الأعلى زمن الغيبة حيث (أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) ، وذكر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هنا دون الله تذكير بأن الرد إليه هو الرد إلى الله ، وإن الرد الى الله وهو الرد الى كتابه لا ينتج بيان كثير من جزئيات الأمور المختلف فيها ، فإنما بيانه الى الرسول الشارح لكتاب الله ، المستنبط إياه ولا سيما في تأويلات الأحكام.
ومن الفوارق بين الفريقين من أولي الأمر واجب انتصاب الأولين بنص