بالاستنباط ، شرط ألّا يتخطى مصدره الكتاب والسنة القطعية ، وهنا يتأيّد عدم حجية الظن بصورة طليقة ، فظاهر الكتاب ـ المستقر ـ فضلا عن نصه ، يفيد العلم ، وكذلك السنة القطعية وهي الملائمة للكتاب أم ـ ولأقل تقدير ـ غير المخالفة له لا نصا ولا ظاهرا مستقرا.
ذلك ، فحتى إذا تردد المستنبط من الكتاب والسنة فالاحتياط الذي هو دوما طريق النجاة علم يحافظ على حكم الله.
ذلك ولأن تطبيق أحكام الله فرض على المكلفين ، فالعلم بها فرض عليهم تمييزا للمفروض عن المرفوض ، فالأحكام الضرورية معلومة بالضرورة دون استنباط ، ولكن غير الضرورية المختلف فيها بين الأنظار يجب الاستنباط فيها ما استطاع إليه سبيلا سليما ،
وإلّا فتقليد المستنبطين الصالحين حسب المستفاد من آيتي (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) و (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ).
(فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) ٨٤.
«فقاتل» يا رسول الهدى (فِي سَبِيلِ اللهِ) «لا تكلّف» بواقع القتال إلّا نفسك ، ثم من سواك ، فإنما لهم منك بلاغ الأمر (وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) وأما أن تكلفهم تحميلا لواقع القتال فلا عليك ، فإنما أنت مذكر. لست عليهم بمسيطر.
«قاتل وحرض .. عسى الله أن يكف» بمواصلة القتال والنضال (بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ولا دور ل «عسى» الترجّي في ذلك الكف إذا كان كفاح في