التحية وكما كانت سيرة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأئمة الهدى (عليهم السّلام).
وكما الأحسن منها إجابة فضيلة ، كذلك نفس التحية البادءة (١) فهما إذا درجات.
وهنا تساءلات عدة حول سنة السّلام وفرض رده ، بإجاباتها على ضوء القرآن والسنة.
١ هل يجب أو يجوز رد السّلام على غير المسلّم ، أم يختص بالمسلّم؟ «حييتم» بصيغة الغياب تغيّب خصوص المسلّم عن دوره الخاص وتعمم فرض الرد على كل تحية ، فما صدقت «تحية» ـ أيا كان المحيّي والتحية ما لم تكن مرفوضة ـ وجب الرد حسب النص ، كواجب المبادلة بين الآداب ، فإذا لم
__________________
ـ وتمام التسليم على المسافر المعانقة.
(١) المصدر أخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة أن رجلا مر على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو في مجلس فقال : سلام عليكم فقال «(صلى الله عليه وآله وسلم) : عشر حسنات ، فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله فقال : عشرون حسنة فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال : ثلاثون حسنة»
أقول : وفي نور الثقلين ١ : ٥٢٥ عن الصادق (عليه السّلام) مثله في درجات السّلام.
أقول : فلا أحسن من «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» اللهم إلا زيادة ألفاظ لا دور لها في الحسن ، وقد يستفاد ذلك الحد من (اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ) (١١ : ٤٨) و (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) (١١ : ٧٣) وحاصل جمعها هو التحية الكاملة التي لا أكمل منها وإضافة «غفرانه» فيما رواه عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الجهني أنه قال : أربعون قد لا تعني إضافة فإن مغفرته من رحمته وبركاته وقد يروى عن أبي جعفر (عليهما السّلام) قال : مر أمير المؤمنين (عليه السّلام) بقوم فسلّم عليهم فقالوا : عليك السّلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السّلام) : لا تجاوزوا بنا مثل ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم ، إنما قالوا : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت.