الإسلامي ، ولو أن المشي أصبح أكثر السير لانقلبت المسيرة عما فوق الألف كيلو مترا إلى خمسة وعشرين.
ومهما اختلفت روايات المسيرة في «بياض يوم» أو «يوم» أو «يوم وليلة» فليست هي إلّا أربعا وعشرين ساعة مجموعة الليل والنهار ، حيث «يوم» تعني المجموعة لأن اللفظ الخاص بالنهار هو النهار كما الليل هو الليل ، ولا تعني «بياض يوم» إلّا القسم الذي تعوّد المسافرون أن يسيروا فيه وهو بياض اليوم إذ كانوا ـ في الأغلب ـ يستريحون ليلا ويسيرون نهارا (١).
وقد نتأكد أن المسيرة هي لقدر المجموعة بتعليل واجب القصر في المروي عن الإمام الرضا (عليه السّلام): «إنما وجب القصر في ثمانية فراسخ لا أقل من ذلك ولا أكثر لأن ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامة والقوافل فوجب القصر في مسيرة يوم ولو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة ألف سنة وذلك لأن كل يوم يكون بعد هذا اليوم فإنما هو نظير هذا اليوم فلو لم يجب في هذا اليوم فما وجب في نظيره إذا كان نظيره مثله لا فرق بينهما» وكما نتأكد أنها «الغالب على المسير وهو أعظم السير» (٢).
إذا فالغالب على المسير وأعظم السير هو المعيار في قدر المسيرة على أية حال ، دون استجرار للوسائل السابقة إلى الزمن اللاحق ، كما لا تستجر اللّاحقة إلى السابق ، وإنما لكل زمن الأصل هو «الغالب على المسير وأعظم السير» وهو الآن يجتاز ألف كيلو مترا حيث إن أعظم المسير هو الباصات والغالب على المسير فيها لأقل تقدير ستون كيلومترا ، وهي مضروبة على ثلثي
__________________
(١) قد أفردنا رسالة بشأن القصر والإفطار باللغة العربية «متى نقصر من الصلاة» وأخرى بالفارسية «نماز مسافر با وسائل امروزى».
(٢) وهي صحيحة فضل بن شاذان عن الرضا (عليه السّلام) وقد مضت بهذين النصين