ساعات اليوم تصبح ٩٦٠ وهذا أقل قليل من التقدير دون أن نقف على حدّه (١).
ولا يرد علينا السؤال : أما كان يعلم النبي وأهل بيته المعصومون (عليهم السّلام) أن المسيرة تتقدم ، فلما ذا قرروا فيما قرروه ثمانية فراسخ؟.
حيث الجواب أنهم لعلمهم بذلك التقدم قرروا الأصل هو المسيرة بالأغلبين سيرا ومسيرا ، وإنما الثمانية إمارة مقطعية زمنية قرروها ما دامت المسيرة بالقوافل ، وكما نقرر اليوم ألفا من الكيلو مترات لحد القصر.
وفيما إذا سئلنا كيف تختصون أنتم الجدد بهذه الفتوى اليتيمة التي لا قائل بها ، والعلماء ـ قديما وحديثا ـ مجمعون على تقدير الثمانية؟.
نقول : إن قدامي العلماء لم يفتوا بالثمانية إلّا لأنها كانت المسيرة ، وكان الحدان في ذلك الزمان سيان ، وأما الآن وقد اجتازت المسيرة عشرات أضعاف الثمانية فلا يصح الجمود عليها جرّا للمسيرة السابقة بثمانيتها إلى اللاحقة التي أصبحت عشرات أضعافها ، وما هي إلا كجر الجمل بشعرة.
ذلك ، ولم تسبق سابقة الفتوى في المفروض اختلاف الحدين أن الحد هو الثمانية مع أن المسيرة أكثر منها ، اللهم إلّا تخييرا بينهما ، أم فتوى بالمسيرة كيفما كانت أو احتياطا بالجمع بين القصر والإتمام بين الحدين ، أم شذرا بأصالة الثمانية بتخيّل قليل الفرق بين الحدين حيث يسامح كما في حد الترخص بين سماع الأذان وخفاء الجدران (٢).
__________________
(١) لأن معدل السير الأكثري هو (٨٠) كيلو مترا ، والأكثر الآن من ساعات السير ثلاثة أرباع وهي (١٨) ساعة ومضروبهما / ١٤٤٠ كيلومترا ، فلينظر إلى الحد الاكثري وهو بين الحدين ـ / ١٠٠٠ كيلومترا.
(٢) ففي الحدائق الناضرة ١١ : ٣٠٥ : لا خلاف ولا اشكال في الاكتفاء بالسير كما تكاثرت به ـ