ربّه حيث لا ينضر بالضرر ، ولا على المظلومين حيث يتلافى لهم يوم الدين مهما انضروا يوم الدنيا ، حيث الفراغات المفتوحة ظلما يوم الدنيا هي كلّها مسدودة محبورة يوم الدين (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بالآثمين والمأثومين «حكيما» في تأجيل خلفية الوزر الى يوم الدين.
(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) ١١٢.
هنا «خطيئة» هي التي لا تبطئ عن الصواب ، لازمة ومتعدية ، ثم «إثما» يبطئ عنه لازما ومتعديا فهو أخطأ من الخطيئة (ثُمَّ يَرْمِ بِهِ) بما كسب من خطيئة أو إثم «بريئا» عنه (فَقَدِ احْتَمَلَ) على نفسه الخاطئة الأثيمة (بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) يبين مدى خبثه كما يبين رميه يوما مّا ، حيث الظلم ولا سيما الفرية لا يدوم ، فقد يظهر يوما مّا ويفضح صاحبه.
فلا يزعمن مفتر أن رميه بريئا بما افتعل يحمّل البريء وزره ، بل هو الذي يتحمل خطيئة نفسه وإثمه ومثله أو مضاعفات معه حيث رمى به بريئا (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى).
و «الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه مما ستره الله عليه فاما إذا قلت ما ليس فيه فذلك قول الله : (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (١).
ذلك ، وهكذا الذي يكسب خطيئة أو إثما على حساب برىء توافقا أم لم يتوافقا ، (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً) على الله كأنه يقبل ذلك الرمي والحمل (وَإِثْماً مُبِيناً) حيث يبطئ نفسه عن الصواب زعم أنه حمّل غيره غير الصواب.
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٥٤٩ تفسير العياشي عن عبد الله بن حماد الانصاري عن عبد الله بن سنان قال قال لي أبو عبد الله (عليه السّلام) : ...