ذلك ومن مخادعتهم الله (وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى) قاموا حال أنهم كسالى وهم في كل أحوالهم في القيام الى الصلاة كسالى (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) وعبء وحمل ثقيل على الذين لا يؤمنون.
(يُراؤُنَ النَّاسَ) حتى في قشر الصلاة ، فلولا الناس لتركوها كما تركوا باطنها.
(وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ) بألسنتهم «إلّا قليلا» ذكرا قليلا ، أو قليلا منهم ، فلا يذكرونه بقلوبهم لا كثيرا ولا قليلا لأنهم لا يؤمنون ، ثم وحتى لو ذكروا الله بألسنتهم كثيرا فهو قليل في ميزان الله (١) حيث الذكر إنما هو بالعدّة الباطنية لا بالعدة الظاهرية إلا إذا صاحبها الباطن.
فذلك الثالوث بشأن الصلاة هو الشأن الشائن الفاتن للمنافقين.
فهم لا يقيمون الصلاة بل يقومون الى الصلاة كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلّا قليلا ، فيذكرون الله في الصلاة لفظا باللسان فيما يجهر فيه إذا كانوا مع المؤمنين ثم يتركون سائر الذكر واجبا أو راجحا إذ لا يؤمنون.
__________________
ـ الرضا (ع) ـ إلى أن قال ـ : وسألته عن قوله الله عز وجل (سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ) وعن قوله (يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) وقوله تعالى (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ) وعن قوله عز وجل (يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ) فقال : إن الله عز وجل لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ولكنه عز وجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
(١) المصدر ٥٦٦ في أصول الكافي قال أمير المؤمنين (ع) من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا إن المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عز وجل : يراءون الناس ولا يذكرون الله إلّا قليلا.
وفي الدر المنثور ٢ : ٢٣٧ ـ أخرج مسلم وأبو داود والبيهقي في سننه عن أنس قال قال رسول الله (ص): تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلّا قليلا.