١ (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) عن كفرهم نفاقا وسواه ، رجوعا الى الله بقلوبهم فأعمالهم دون خاوية الأقوال.
٢ «وأصلحوا» ما أفسدوا من أحوالهم وأحوال المؤمنين قدر المستطاع ، إذ لا يكلف الله نفسا إلّا وسعها.
٣ (وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ) في تلك التوبة وذلك الإصلاح وفي سبيل الفلاح الى الله ، بعد ما اعتصموا بما سواه.
٤ (وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ) وطاعتهم «لله» ، بعد ما أخلصوه لما سواه ، فالإخلاص هو الأصل في كل عمل ف «أخلص دينك يكفك القليل من العمل» (١) و «طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تتجلى عنهم كل فتنة ظلماء» (٢) ف «ما أخلص عبد لله أربعين صباحا إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» (٣) و «قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وأذنه مستمعة وعينه ناظرة ، فأما الأذن فقمع والعين مقرة لما يوعى القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا» (٤)
__________________
(١) الدر المنثور ٢ : ٢٣٦ ـ أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن معاذ بن جبل أنه قال لرسول الله (صلّى الله عليه وآله سلّم) حين بعثه إلى اليمن أوصني قال : أخلص ...
(٢) المصدر عن ثوبان سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله سلّم) يقول : طوبى ..
(٣)المصدر أخرج ابن أبي شيبة والمروزي في زوائد الزهد وأبو الشيخ بن حبان عن مكحول قال : بلغني أن النبي (صلّى الله عليه وآله سلّم) قال : ما أخلص ...
(٤) المصدر أخرج أحمد والبيهقي عن أبي ذر أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله سلّم) قال : قد أفلح ...
وفيه أخرج البيهقي عن أبي فراس رجل من أسلم قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله سلّم) سلوني عما شئتم فنادى رجل يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله سلّم) ما الإسلام؟ قال : إقام الصلاة وإيتاء الزكوة قال فما الإيمان قال : الإخلاص ، قال فما اليقين؟ قال : التصديق بالقيامة ، وفيه أخرج البزار بسند حسن عن أبي ـ