أجل (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ) (٣٩ : ٣) عن كل شوب (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي) (٣٩ : ١٤).
وللإخلاص لله بعدان اثنان ، خلقي بتقديم كافة المحاولات لكامل الإخلاص حسب المستطاع ، ورباني يتم إخلاص العبد فيجعله خالصا طليقا لله لا نصيب فيه لمن سواه والآخرون هم المعصومون ، والأولون يتطرقون طرق العصمة.
فإذا تحققت هذه الشروطات الأربع (فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) والمؤمنون هنا هم الأصلاء في الإيمان الذين تعرقت فيهم وتقومت هذه القواعد الأربع.
فلأن هؤلاء التائبون الآئبون الى الله هم في بداية المسير ولّما تتحقق فيهم هذه القواعد ، (فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) الأصلاء وليسوا منهم.
ذلك وكما الطالبون لهديهم الصراط المستقيم هم (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ) ما لم يصلوا الى ما وصلوه ، فإذا وصلوا فهم منهم وليسوا معهم.
(ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللهُ شاكِراً عَلِيماً) ١٤٧.
«ما» ذا (يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ) ولا تضره معصية من عصاه ولا تنفعه طاعة من أطاعه وأتاه «إن شكرتم» الله «وآمنتم» بالله (وَكانَ اللهُ) منذ كنتم
__________________
ـ سعيد الخدري عن النبي (صلّى الله عليه وآله سلّم) أنه قال في حجة الوداع : «نضر الله أمرا سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن إخلاص العمل لله والمناصحة لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعاءهم يحيط من وراءهم» وفيه أخرج النسائي عن مصعب بن سعود عن أبيه أن ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي (صلّى الله عليه وآله سلّم) فقال النبي (صلّى الله عليه وآله سلّم) إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم.