مَرْضى ..) وليس المرض والسفر من الأحداث فكيف ذكرا في صف الأحداث.
«كنتم» خطاب ـ فقط ـ للمحدثين فإنهم هم الذين يستوجدون ماء حتى إذا لم يجدوه فالتيمم ، وتخصيصها بالذكر بين المعذورين لأن المرض هو أصل العذر عن الطهارة المائية ثم السفر زمن النزول لعدم توفر الماء فيه ، ف (إِنْ كُنْتُمْ ..) تعني المحدثين المعذورين بمرض او سفر ثم (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ) هم المتطهرون الذين يعرض لهم الحدث.
ف (جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) إشارة الى حدثي البول والغائط ومن خلالهما الريح ، فقد يخيل إلى الإنسان أنه بحاجة إلى تخلية ثم لا يجد إلا ريحا ، كما وأن حدثية الريح ـ اضافة إلى لمحة الآية ـ ثابتة بالسنة ، ومن ثم النوم مدلول على حدثيته بآية أخرى هي (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ..) ولم يذكر ما يحتاج الى التطهير إلّا تغشية النعاس.
وأما (أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ) فقد تدل ـ فقط ـ على الجماع لمكان المفاعلة دون لمستم ، ثم باقي أسباب الجنابة مطوية في (وَلا جُنُباً) حيث ثبت بالسنة أن إخراج المني حدث كبير يجنب ، سواء بالجماع ام سواه.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (٤٤) وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللهِ نَصِيراً (٤٥) مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا