وسائر الأحكام في أي حل أو حرام ، فإن كلها عبادات وكلها دين الله ، فلا انفصام في هذا الدين بين مسائل الفقه وأبوابه رغم ما اصطلح عليه الصلاحيون من مختلف التسميات كأحكام العبادات والمعاملات والسياسات.
فلو أن نضدا أفضل مما هو الآن في القرآن لكان منضدا من قبل الرحيم الرحمان (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
تلحيقة : هلا يجوز نكاح المنافقة لمكان (الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ)؟ قد يقال : لا لعدم إيمانها حيث يقابل النفاق وحتى المسلمة غير المنافقة التي لمّا يدخل الإيمان في قلبها!.
ولكن الحق الحل ، حيث (الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ) وجاه (الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) تعم الإيمان الإقرار ، كما أن (حَتَّى يُؤْمِنَّ) لا تعني إلّا الإقرار بالشهادتين لأقل تقدير ، لا سيما وهو أول خطوة في الدخول إلى الإيمان (١).
__________________
(١) آمن به لها مفعول محذوف هو «ه» أي آمن نفسه بالله ، فهو لغويا طليق في مراتبه الثلاث ، إيمانا باللسان ثم وبالأركان ومن ثم بالجنان وهو أصل الإيمان والثاني مظهره القويم والأول مظهر له هو ظاهر القول.
ف «أمنه» تعني اتمنه و «آمنه» أي جعله في أمنه وحضنه و «آمن به» أي جعل نفسه في أمنه حيث دخل تحت ظله ، فآمن بالله يعني جعل نفسه في أمن بالله والأمن يختلف دنيويا وأخرويا فالمؤمن في قاله آمن دنيويا والمؤمن في حاله بعد قاله آمن أخرويا والمؤمن في أعماله بعدهما ، له الأمن الطلق.
والإيمان حين يقابل الكفر كتابيا أم كل الكفر يقصد منه مجرد الإيمان وهو الإقرار باللسان (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) (٢ : ٢٥٣) ـ (وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٦ : ـ