ثم «من الرسل» جمعا محلّى باللّام تستغرق فترة منهم كلّهم إلّا الذي جاء أخيرا ، فلتكن فترة متصلة بمجيئه ، دون فترة أو فترات سابقة منفصلة عنه ، كما وأن «فترة» منكرّة تشير إلى وحدة هذه الفترة.
ثم هنا (فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) ـ تدل ـ فقط ـ على فترة رسولية ، لا ورسالية حيث الفترتان هما قاضيتان على حجة بالغة إلهية في تلك الفترة ..
فمما لا يريبه شك ضرورة حجة بالغة إلهية رسولية أو رسالية في كل أدوار التكليف ، والجمع أبلغ لانضمام الداعية المعصومة إلى مادة الدعوة الرسالية المعصومة.
فحينما «أرسلنا رسلنا تترا كلما جاء أمة رسولها كذبوه ..» (٤٤) (ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ) (٤٥) (.. وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ..) (٥٠) وذلك بعد طوفان نوح (ع) حينذاك ـ وهو الردح العظيم من الزمن الرسولي والرسالي ـ كانت الأمم تعيش الحجتين البالغتين.
ثم في (فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) عاش المكلفون حجة رسالية محرّفة كان بالإمكان الحصول على أصيل الوحي فيها من الدخيل.
ومن ثم في زمن الرسول محمد (ص) وعترته المعصومين عليهم السلام عاشوا الحجتين كما السابقين قبل الفترة ، وفي زمن الغيبة الكبرى يعيشون الحجة الرسالية البالغة غير المحرفة وهي القرآن العظيم.
وطالما أصل التكليف في أية شرعة ابتلاء ، فالذين عاشوا أكثر من شرعة واحدة كان لهم ابتلاء ثان هو النقلة إلى شرعة أخرى ، والعائشون الفترة الرسولية بين المسيح ومحمد عليهما السلام لهم ثان هو ابتلاء هم بشرعة محرفة ، وهكذا نجد مختلف الابتلاءات إضافة إلى أصل كل شرعة ، مهما اختلفت ألوان هذه الابتلاءات.
ولكنما الحجة البالغة الإلهية القاطعة للأعذار عاشت كافة المكلفين ، مهما