بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ ...) (٢ : ٢٧٩) فإن التداوم في أكل الربا مع العلم بحرمتها يقارف الأذان بحرب من الله ، مما يدل على غلظ حرمتها ، فعدم التوبة مع العظة قد يكشف عن أن آكلها قد يكون محاربا لله في اقتراف حرمات الله.
إذا فمن يعصي الله عالما عامدا ، لا فقط قضية الشهوة الغالبة أو الشقوة المتآلبة ، وإنما خلافا لله ، ذلك العصي الردي هو ممن يحارب الله ، محكوما بإحدى الحدود الأربعة قدر المعصية ونحوها ، وهكذا الأمر في معصية الرسول فيما يفعل أو يقول.
وقد يؤذن «فأذنوا» أن محاربة الله في آيتها قد تحوي قصدها إلى فعلها ، فكلّ دون الآخر ليس محاربة الله ، فالمبتدع في دين الله زعما أنه من دين الله لا يحسب من محاربي الله ، كمن يتقصده ولا يأتي به ، فهي ـ إذا ـ عمل قاصد أيا كان ، من معصية مجاهرة وسواها ، مضلّلة وسواها ، دعاية ضد الدين ، أو الدينين لإيمانهم أم قتالهم لنفس السبب.
أم دعوة إلى تخلفات سياسية أو عقائدية أو علمية أو أخلاقية أو اقتصادية أماهيه ، أو غورا فيها قاصدا إلى محادة الله أو الرسول ، كل ذلك ، على اختلاف دركاتها وخلفياتها السيئة ، هي من مصاديق محاربة الله أو الرسول.
فالمبتدع المتقصد والمضلّل هما من أشد المحاربين الله ، فإنه فتنة «والفتنة أشد ـ أكبر من القتل» فيقتل صاحبها حيثما وجد ، كما أن أبا الحسن (ع) أهدر مقتل فارس بن حاتم وضمن لمن يقتله الجنة فقتله جنيد وكان فارس فتانا يفتن الناس ويدعوهم إلى البدعة فخرج من أبي الحسن (ع) هذا فارس يعمل من قبلي فتانا داعيا إلى البدعة ودمه هدر لكل من قتله فمن هو الذي يريحني منه ويقتله وأنا ضامن له على الله الجنة (١).
__________________
(١) الوسائل ١٨ : ٥٤٢ محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب الرجال عن الحسين ابن ـ