وكما النواميس الواجب الحفاظ عليها خمسة كذلك الإفساد في الأرض خمس ، ١ إفسادا في الدين علميا أو عقيديا أو أخلاقيا أو عمليا ، في أصل الدين كتابا أو سنة أو في الأفراد.
ثم ٢ إفسادا في العقل ٣ والعرض ٤ والنفس ٥ والمال ، فمن يسعى في الأرض فسادا في أيّ من هذه النواميس فهو مصداق لهذه الآية المباركة ، وكما النواميس تختلف من حيث الكيان ، بل وفي كلّ درجات ، كذلك الحد يختلف نحو الجريمة ، من ١ قتل و ٢ صلب و ٣ تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف ٤ وغرق ٥ ونفي عن بلد الإسلام ٦ أم عن بلد الجريمة ٧ أم نفي عن حرية الحياة بسجن ٨ أم نفي عن نفس العمل الذي يفسد فيه.
والمفسد قد يكون في متن لإفساد هذه النواميس أم مساعد بمقدماته أم معاون ، أم ساكت فيحصل الفساد أو يبقى أو يقوى.
والسعي في الإفساد يرتكن أولا على العمل الساعي قولا أم فعلا أم كتابة أماذا ، وإذا كان من العناوين القصدية فلا بد من قصد السعي في الإفساد ليتحقق موضوع الحكم في الآية.
فالمفسد لنفسه مهما سعى ، أو المفسد لغيره دون سعي ، أم بسعي دون قصد في العناوين القصدية ، كما المحارب الله ورسوله دون قصد في القصدية ، هؤلاء ليسوا من مصاديق آية الإفساد مهما كانوا من طليق «المفسدين».
__________________
ـ قطع الطريق فلم يأخذ مالا ولم يقتل نفي من الأرض.
وعن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن المحارب وقلت له أن أصحابنا يقولون أن الإمام مخير فيه إن شاء قطع وإن شاء صلب وإن شاء قتل فقال : لا أن هذه الأشياء محدودة في كتب الله فإذا ما هو قتل وأخذ قتل وصلب وإذا قتل ولم يأخذ قتل وإذا أخذ ولم يقتل قطع وإن هو فر ولم يقدر عليه ثم أخذ قطع ألا أن يتوب فإن تاب لم يقطع.