سواها تموت بنفس الأسباب آجلا ولكنك ذكيتها ، أي : أدركت ذكاتها ، فقد ذكيتها دون ريب.
ذلك! ولأن أصل التذكية هي إخراج تتمة الحرارة الغريزية الحيوية الحيوانية ، وأن الذكاء هو سرعة الإدراك ، فقد تعني التذكية سرعة إدراك البهيمة مهما اختلف إدراك عن إدراك ، وكأن أصل الذكاة هو التمام والكمال وهو يختلف حسب موارده ، فذكاة العقل تمامه ، وذكاة الشمس حدتها ، فذكاة هذه الست هي تمام حياتها ، إذا فالتذكية هي إتمام الحياة سلبيا فلا مجال هنا لأصالة الإشتغال أن الذمة مشغولة في حقل الذبح بشروط فحين نشك في اشتراط الحياة المستقرة كان الأصل عدم الحلّ في غيرها ، لأن مجال الأصل هو فقدان الدليل وهنا «ذكيتم» ظاهرة كالنص في عناية الحياة غير المستقرة ، ولو كانت ظاهرة في المستقرة ـ ايضا ـ فمجرد شمولها لغير المستقرة كاف في وجدان الدليل.
ف (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) تعني كملتم حياته إزهاقا وأذهبتم بقيتها.
فالذبح قد يكون كالعادة المستمرة أن تبدء بذبح حيوان ، أم متفلتا عنها كان تدرك ذبحها دون مهل لأنها اصطدمت بما يموّتها ، فيكفي ـ إذا ـ إزهاق روحها ، فإنما الذبح هو الذي يحلل الحيوان ، عاديا أو خلافها ، بحياة مستقرة لها أم سواها.
٢ هل تشترط حركة الحيوان بعد الذبح ، أم تكفي تتمة الحياة غير المستقرة قبل الذبح؟ ظاهر «ذكيتم» هو الأخير ، وهنا معتبره عدة تشترط الحركة قبل التذكية ، وعلّها كإمارة للحياة لا أنها شرط أصيل ، فهنا الصحيحة (١) المشترطة إياها بعد الذبح غير صحيحة أو مأولة بأنها إمارة حياة
__________________
(١) وهي صحيحة أبي بصير المرادي سألت أبا عبد الله (ع) عن الشاة تذبح فلا تتحرك ويهراق منها دم عبيط قال : لا تأكل إنّ عليا (ع) كان يقول : «إذا ركضت الرجل أو طرفت العين فكل» ـ