كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٣)
سورة المائدة ـ مدنية ـ وآياتها مائة وعشرون
«سورة المائدة» هي برمّتها آخر مائدة من موائد الوحي القرآني ـ كما القرآن هو الآخر بين سائر الكتب السماوية ـ نزلت في حجة الوداع بين مكة والمدينة (١) عام الفتح ، ولم ينزل بعدها شيء حسب ثابت الأثر وكما يؤثر عن
__________________
(١)الدر المنثور ٣ : ٢٥٢ ـ أخرج أبو عبيد عن محمد بن كعب القرظي قال : نزلت سورة المائدة على رسول الله (ص) في حجة الوداع بين مكة والمدينة وهو على ناقته فانصدعت كتفها فنزل عنها رسول الله (ص).
وفي نور الثقلين ١ : ٥٨٢ روى العياشي عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي (ع) قال : كان القرآن ينسخ بعضه بعضا وإنما يؤخذ من أمر رسول الله (ص) بآخره وكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة نسخت ما قبلها ولم ينسخها شيء ولقد نزلت عليه وهو على بغلته الشهباء وثقل عليها الوحي حتى وقفت وتدلى بطنها حتى رأيت سرتها تكاد تمس الأرض وأغمي على رسول الله (ص) حتى وضع يده على ذؤابة شيبة ابن ذهب الجمعي ثم رفع ذلك عن رسول الله (ص) فقرأ علينا سورة المائدة فعمل رسول الله وعملنا.
وفيه عن تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن العلا عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في حديث طويل : سبق الكتاب الخفين إنما نزلت المائدة قبل أن يقبض بشهرين.